السبت، 6 ديسمبر 2008

مصعب شهيدنا الرابع

حكاية تنقلها أختي الحبيبة حفيدة الرنتيسي من الملتقى القسامي http://www.almoltaqa.ps

بسم الله الرحمن الرحيم ..

" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله * فمنهم من قضى نحبهم ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "

لأنهم الشهداء .. لأنهم من يذودون عن حمى أوطاننا وأعراضنا .. حق لهم علينا أن نذكرهم ونسترجع سيرهم ..

وأحببت أن أذكر الشهيد البطل " مصعب عبد الكريم الجعبير " ابن الوحدة الخاصة

نعتذر للشهيد لأني لم أضع هذا الموضوع يوم استشهاده لظروف منعتني

ولكن الأهم هو أن نعرف هذا الشهيد .. وإليكم سيرته "منقوله من الموقع الرسمي لكتائب القسام "



تنطلق الكلمات من الشعراء عندما يروا عظمة أبناء القسام المجاهدين المرابطين الذين يجودون بأرواحهم ليل نهار في سبيل إعلاء راية التوحيد على ربوع الوطن .

شامخة هي هامات الأمهات اللاتي جدن بفلذات أكبادهن في سبيل الله وذرفن دموع الفرحة لأن الله قد قبل ما قدمن وهو عزيز عليهن غالٍ ، وتتهادى دموعهن على جثامين أبنائهن رضاً ودعاءً لهم واحتساباً .

شامخة هي كتائب القسام بشموخ أبنائها الذين لم ولن يتراجعوا عن دربهم الذي اختاروه درب الجهاد والمقاومة حتى يظفروا بالنصر المبين أو الفوز بالجنان بعد الارتقاء شهداء مرابطين على ثغور الإسلام العظيم



الميلاد والنشأة

ولد شهيدنا المجاهد (مصعب الجعبير) في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة بتاريخ 28/12/1984م، فأنارت الدنيا بنور وجهه الجميل، واحتجب القمر عن الظهور خجلا من هذا البدر الوسيم، ولقد أرخت فلسطين ستر سمائها عليه، واحتضنته وبدأت تروي له فصول قصتها المؤلمة، منذ أن احتلها الصهاينة في عام 1948م وحتى يوم ميلاده، وكيف أن اليهود قد طردوا أهله وأجداده من بلدتهم (بيت دراس).

نشأ شهيدنا مصعب –رحمه الله- في أحضان أسرة ملتزمة مشهود لها بالخير والصلاح وحسن المعاملة، فأبوه أحد المشايخ المربين والدعاة المشهورين في مخيم جباليا، ولقد رباه والده كأحسن ما تكون التربية على أخلاق الإسلام وتوجيهات القرآن الكريم، أما أمه الحنون فقد أرضعته منذ صغره لبن حب المساجد وطاعة الله، وأسقته حليب عشق الأرض وحب الشهادة في سبيل الله.


تعليمه

تلقى شهيدنا –رحمه الله- تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث للاجئين في مخيم جباليا، ثم انتقل مع عائلته إلى منطقة (البريج) في وسط قطاع غزة، ودرس هناك في مدرسة (فتحي البلعاوي)، وأنهى فيها مرحلة الثانوية العامة ، وعاد بعدها مع أهله إلى مسقط رأسه في مخيم جباليا في شمال غزة، وتوجه للدراسة في الجامعة الإسلامية، ودخل في تخصص (الشريعة) لكي يتعلم أحكام دينه الحنيف وليصبح من أحد الدعاة إلى دين الله عز وجل.

وخلال هذه الفترات التعليمية المتلاحقة التي خاضها شهيدنا مصعب –رحمه الله- اتصف بالعديد من الصفات بين إخوانه وأصدقائه الطلاب، وكذلك معلميه، حيث كان مصعب طالبا ذكيا واعيا نشيطا، وكان أيضا متفانيا وخدوما لإخوانه الطلاب، لا يبخل عليهم بأي شيء معروفا بطيبة قلبه وهدوئه الشديد برغم امتلاكه لشخصية قوية.


عمل شهيدنا –رحمه الله- في الكتلة الإسلامية (الإطار الطلابي لحركة حماس) حيث كان أميرا لها في مدرسة (فتحي البلعاوي)، وكان صاحب خط جميل استخدمه في التخطيط على الجدران.


المؤدب الخلوق

انعكس تأثير التربية الصالحة الحسنة التي رباها والد مصعب على شخصيته وتصرفاته مع الناس، حيث كان شهيدنا مصعب –رحمه الله- محبا لجيرانه، مساعدا لهم، يتواصل معهم ويشاركهم في مناسباتهم، من أفراح وأتراح، وكذلك كان ناصحا لهم، يحرضهم على فعل الخير والمعروف، وينهاهم عن ارتكاب الشر والمنكر.

ومع والديه، كان تعامل مصعب كأفضل ما يكون التعامل مع الوالدين، بارا بهما أشد البر، حنونا جدا عليهما، يرعاهما ويحفظهما، يخدم والده ويعينه، مطيعا له في أوامره ونواهيه، ومساعدا لأمه في بعض مشاغلها وأعمالها، واضعا نصب عينيه قول الله عز وجل :" وبالوالدين إحسانا"، ومنفذا لأمر الله حين قال: "ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"، حيث كان حين يريد الاعتذار منهما بعذر قاهر، يخاطبها بلين وحب حتى يأذنا له.

وكذلك كانت علاقته بزوجته، التي كثيرا ما كانت معينة له في أعماله وجهاده، ضاربة بهذا مثالا للزوجة الصالحة الطائعة لزوجها، فوجب عليه أن يكون حنونا بها عطوفا عليها، ينفذ لها ما تطلبه منه، وكذلك كان متعلقا بشدة بابنه الصغير ( إبراهيم)، وكان يحبه حبا شديدا جدا.

ربطت مصعب –رحمه الله- بإخوته وأخواته وباقي أفراد عائلته علاقة قوية جدا، حيث أنه كان يحبهم جميعا، ويتمنى لهم الخير والتوفيق في حياتهم، وكان أيضا يصل رحمه ويزور أقربائه، ويشاركهم في جميع مناسباتهم من أعياد وأفراح وغيرها.


التحاقه في صفوف حماس

التحق شهيدنا مصعب –رحمه الله- في صفوف حركة المقاومة الإسلامية –حماس- منذ نعومة أظفاره ،فقد أنشأه والده -الذي يعد أحد القادة المؤسسين للحركة والمنظرين لفكرها- على موائد القرآن وفي حلق الذكر والتلاوة في مسجد الخلفاء الراشدين، وكان مصعب خير خلف لخير سلف، فحمل الراية مع والده وبدأ يدعو الناس لالتزام بيوت الله وطاعته عز وجل، والالتحاق بركب قافلة الإسلام التي تسير بخطى واثقة نحو نصر الله عز وجل الذي وعد به عباده المؤمنين المجاهدين.

تلقى شهيدنا مصعب الدروس والدورات الدعوية العديدة على يد دعاة الحركة ومشايخها إلى أن أصبح في عام 2002م أحد أبناء جماعة الإخوان المسلمين.

عمل مصعب –رحمه الله- برفقة إخوانه في مسجد الخلفاء الراشدين كدعاة للناس للخير، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يساعدون الناس ويقدمون لهم الخدمات والمساعدات، ولقد كان مصعب يعمل في جهاز العمل الجماهيري لما كان يمتلكه من خط جميل، استخدمه في الكتابة على الجدران، أما لنعي شهيد قضى في سبيل الله، أو لكتابة موعظة، أو لتقديم لإخوانه وأبناء شعبه.

شارك شهيدنا في جميع فعاليات ونشاطات الحركة من مسيرات ولقاءات وندوات ومهرجانات، فكان كغيره من أبناء حماس مثالا للالتزام والسمع والطاعة ونصرة الحق.


فارس في صفوف القسام

يعد عام 2002م عام الخير والسعادة التيسير في حياة مصعب –رحمه الله-، ففي هذا العام من الله وتفضل على عبده مصعب وحقق له كل ما أراد ويسر له ما يشاء، فأصبح شهيدنا أحد أبناء جماعة الإخوان المسلمين، ووافقت أيضا قيادة كتائب القسام على انضمام مصعب –رحمه الله- إلى صفوف مجاهديها، وذلك بعد إلحاح وطلب شديدين من شهيدنا ، وبعد رفض متكرر لصغر سنه، لكن الله يسر له بعد أن وجد فيه الصدق والإخلاص.

انطلق مصعب –رحمه الله- مع إخوانه المجاهدين إلى ميادين الجهاد والقتال في سبيل الله عز وجل، يخوضون المعركة تتلوها المعركة، دون كلل أو ملل، يجابهون ويواجهون أعداء الله من اليهود الغاصبين المحتلين، ويصدون –بعون الله وقدرته- شرهم عن الناس، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يحسبون حسابا لفرق قوة وقلة إمكانيات، فهم يمتلكون تأييدا من الذي أمره بين الكاف والنون في قوله (كن)، يمتلكون وعدا من الله عز وجل الذي قال:"وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم".

بدأ مصعب –رحمه الله- مشواره الجهادي كجندي في صفوف مجاهدي القسام، وبعد أن أثبت شجاعته وإقدامه في سبيل الله، بدأ يتسلسل في رتبته الجهادية، حيث أصبح أميرا لمجموعة من المجاهدين، ثم قائد لفصيل كامل من المجاهدين، ثم قائدا للوحدة الخاصة في كتيبة (الشهيد فوزي أبو القرع)، وكان أيضا أحد أبطال وأسود وحدة المدفعية في شمال غزة، التي تضرب العدو ومغتصباته بقذائف الهاون وصواريخ القسام.


وخلال فترة جهاده التي قضاها مصعب –رحمه الله- ضمن صفوف المجاهدين، خاض شهيدنا العديد من المهام الجهادية والتي كان أبرزها :

• الرباط الدوري على حدود وثغور مخيم جباليا بشكل خاص، وحدود الشمال كله بشكل عام، ضمن الوحدة الخاصة التي كان أحد أبطالها.

• شارك في صد جميع الاجتياحات الصهيونية التي كانت تستهدف مخيم جباليا وشمال غزة.

• شارك في معركة أيام الغضب القسامية، والتي خاض فيها مخيم جباليا وشمال غزة حربا ضروسا مع فلول الغزاة من الجنود الصهاينة الجبناء مدة 17 يوما متواصلة، رد الله بعدها كيد اليهود ونصر عباده المجاهدين في سبيله.

• شارك في إطلاق العديد من قذائف الهاون على المواقع العسكرية الصهيونية ، ودك المغتصبات بصواريخ القسام.

• كان مشاركا في آخر فترات حياته في العمليات الاستشهادية التي كانت تستهدف جنود الصهاينة في شمال غزة، حيث كان يقوم بتغطية الهجوم عن طريق إطلاق قذائف الهاون.

• قام بإعداد ونصب وتجهيز الكمائن والمصائد التي كانت تستهدف جنود الوحدة الخاصة الصهيونية.

وفي معركة أيام الغضب القسامية التي شارك فيها شهيدنا –رحمه الله- وقاتل فيها قتال الأسود، كان له موقف خاص وقصة تثبتت مدي سعيه وحرصه على الجهاد ونيل الشهادة في سبيل الله، حيث وردت معلومات عن تقدم الآليات الصهيونية باتجاه مستشفى (العودة)، وصدرت الأوامر من قيادة القسام إلى مصعب للتوجه إلى هناك لتغطية هذا الثغر الذي يحاول العدو التسلل منه، وبسرعة البرق حمل مصعب عبوته على كتفه، وبدأ يبحث عن حذائه فلم يستطع أن يجده بسبب الظلام وانقطاع التيار الكهربي، فلم يثنه هذا وتوجه إلى المكان يجري (حافيا) دون حذاء.

وفي جهاده تميز شهيدنا –رحمه الله- بالعديد من الأخلاق والصفات الحسنة، فقد كان كما يروي إخوانه نعم القائد الذي يتفقد حال جنوده، ويسبقهم إلى صفوف المعركة، ولا يرضى إلا أن يكون في خط المواجهة الأول، حريصا على حياة إخوانه في المعركة، أما في الرباط فكان يذكرهم بالله ويمازحهم، ويتواصى معهم على الثبات والخير.

وترجل الفارس

في واحدة من عمليات صيد الأفاعي التي ينفذها أبطال الوحدة الخاصة في كتائب القسام، وبالضبط في العملية الرابعة، كان دور مصعب –رحمه الله- هو التغطية على انسحاب الاستشهاديين القساميين (غسان العيلة، وجابر خليل) والذين كانوا قد كمنوا للقوات الخاصة لمدة 5 أيام متواصلة في نفق تحت الأرض لا يرون ضوء الشمس، ولم يكن معهم زاد سوى التمر والماء.

وفي نهار يوم الاثنين الموافق 26/11/ 2007 تقدمت قوة خاصة صوب المكان الذي يرابط فيه الاستشهاديان، فاشتبكا معها وأصابا 6 من الجنود الذين ولوا مدبرين خائفين، وتقدمت الآليات والدبابات وأطلقت نيران رشاشاتها وقذائفها نحوهم، وجاء مصعب وبدأ يطلق قذائف الهاون باتجاه الدبابات لكي ييسر ويسهل على غسان وجابر الانسحاب، لكن قدر الله كان نافذا، فاستشهد غسان وجابر بنيران الدبابات، والتي بدأت بإطلاق النار على مصعب أيضا الأمر الذي إلى استشهاده هو الآخر أيضا ليلحق بركب إخوانه الذين سبقوه من الشهداء، ولتصعد أرواحهم مجتمعة-كما اجتمعت في الدنيا- إلى جنان الخلود بإذن الله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تفضل بتعليق أو مناقشة..بوركتم