الخميس، 17 سبتمبر 2009

أجمل وأرق النفحات ..

"إن لربكم في أيام دهركم لنفحات ، ألا فتعرضوا لها "..

وما أجمل نفحات العشر الأواخر..

فعلا أحاسيس عالية ومش بنلاقيها كتير في بقية أيام السنة

لما المساجد كلها ما شاء الله من الساعة 12 او 1:00 بالليل تبدأ التهجد..

والناس مقبلة على بيوت الله إما معتكف في المسجد طوال الأيام والليالي العشر .. وإما بيروح شغله الصبح وبيعتكف بالليل .. وإما اللي مش قادر ومش مسموحله يعني يعتكف -أنا مثلا- بيحاول على قد ما يقدر يجتهد في البيت..


وتحس بجد طول الليل ان الدنيا سلام.. والجو هادي ورقيق .. ونسمات السحر والفجر دي بتحس ان فيها رحمة بجد ..

الرياح بتبقى رقيقة ونسمتها خفيفة أوي ومريحة بجد نفسيا جدا..

وحاسس فعلا أن الرياح دي مش جاية من الدنيا ..

لأ .. دي أكيد نازلة فعل من تحت العرش ..عرش الرحمن.. جاية الرياح دي بالرحمة بتتنزل علينا فعلا وبالسكينة بتنزل في قلوبنا ..

وتخيلوا بقى لما الرياح دي تيجي تلاقينا بنصلي وبنبكي وبنستغفر من ذنوبنا .. وبنقرأ ونرتل القرآن الكريم في خشوع .. وبندعي ربنا يرحمنا ويعتقنا من النار ويكتب لنا رضاه والجنة وصحبة الحبيب عنده هناك فوق .. تاخد الرياح كل اللي بنعمله دا وتطع فوق .. في المكان اللي جت منه..هناك.. تحت العرش..عرش الرحمن!!

يا الله!! ما أجمل تلك الخواطر!!

وتشعر فعلا بنفحات ربانية تلاحقك في كل لحظة.. ستعود الى الله -بمزاجك أو غصب عنك-أصل فعلا كل موقف فيه رحمة ..سبحان الله!!

يعني مثلا بالنهار طول ما أنت صايم انت في جهاد ورباط وصابر ومستعين بالله .. ومخلص كمان وفي أقوى حالات الإخلاص لله تعالى ودعاءك مستجاب "حتى يفطر" وبطبيعة الانسان لما يتقفل عنده مجرى الطعام والشراب .. هيرتاح الدم في جسمه ومش هيغلي بسبب الشهوات اللي بنستجيب لها في غير أيام الصيام.. وبالتالي الشيطان مش هيتمكن منك ..دا غير إن الشياطين أصلا محبوسة دلوقتي ..

وغير كدا وكدا: أخوك بيقرأ القرآن .. أمك عمالة بتدعي شغالة الله ينور .. وأبوك ماسك السبحة وأختك اللي كانت قدام التلفزيون قامت وبتجاهد علشان تختم القرآن .. فأنت لوحدك هتلاقي نفسك مقبل على الله .. الجو مساعدك من الآخر.. ودا جو مكنش بيبقى موجود في غير رمضان.

لغاية ما المغرب يأذن .. فرحة بجد.. لما تبدأ تشرب الماية أو تاكل الرطبة أو التمرة .. وتدخل كدا على معدتك الفاضية دي.. بتحس بفرحة رهيبة بجد..وكمان بتحس بنعمة ربنا عز وجل وساعتها بتقدر النعمة دي.. قبل كده كان يجيلنا الأ:ل لغاية عندنا أصناف وألوان ونفسنا مصدودة أو مش عاجبنا أو ..أو .. وفعلا بنرفض النعمة ..لكن دلوقتي لما حسيت بالفرحة الرهيبة دي مع نقطة الماية اللي شربتها أكيد بعد كده هتقدر النعمة كويس أوي ..

وساعة الفطار ليك دعوة مستجابة " في حديث آخر: حين يفطر".. وعيش بقى مع كل طلباتك ونظم أدعيتك يوم ورا يوم في رمضان.

وبالليل بعد الفطار وقت بسيط قبل العشاء يدوبك بنقوم نصلي السنة وبشوف برنامج خواطر 5 على الرسالة أو بلبس والحق اروح المسجد علشان التراويح.

الخميس، 10 سبتمبر 2009

"إنّا أنزلناه في ليلة القدر"

بسم الله

السلام عليكم

لي زمن لم أكتب هنا!!

لكن العشر الأواخر من رمضان قد هلت بانورا رحماتها وعتقها علينا..
فوددت أن أحدث نفسي قليلا هنا..عسى الحديث يصل لإخوان وأخوات في الله طالما تمنى المرء صحبتهم في الفردوس الأعلى وطلب منهم الدعاء بظهر الغيب.

"إنّا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزّل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر"

العشر الأواخر وفيها ليلة القدر..ليالي بالفعل عظيمة القدر .. يكفي أن نعرف أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان اذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشدّ المئزر ..كناية عن الاجتهاد في العبادة من صلاة وذكر ودعاء وتلاوة للقرآن الكريم..كلام الله عز وجل ..الذي أُنزل في ليلة من تلك الليالي المباركة وهي ليلة القدر عظيمة الأجر والقدر..

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في تلك الليالي التماسا لليلة القدر وطلبا للعتق من رب العالمين ..

وفي السنة التي آثر فيها جوار ربه-صلى الله عليه وسلم-اعتكف العشرين الأواخر وليس العشر فقط..

فمن استطاع أن يعتكف كان خيرا له..فلا نترك تلك الفرصة العظيمة والسنة المباركة لنبينا -صلى الله عليه وسلم-فليالي الاعتكاف يكتسب المرء فيها من الأمور الطيبة والبركات التي يشعر بعطرها الزكي الطاهر في جنبات نفسه ما يجعله يترك الدنيا كلها ويتفرغ للاعتكاف ..

وهي فترة تدريب روحي جميل .. ومعسكر ايماني يتزود المرء منه لبقية العام الجديد الذي يبدأ بعد رمضان..

فاللهم يسر لنا ولاخواني وأخواتي جميعا الاعتكاف هذه الليالي العظيمة القدر عندك..

وعلى كل حال لا تخلو هذه الليالي من بركات ورحمات يمن الله بها على كل عباده..لمن اعتكف ومن فاته الاعتكاف لظروف خارجة عن ارادته ... وعبادة الله عز وجل والتقرب له بكافة اشكال القرب لا تقتضي ان نكون غقط في المسجد معتكفين..ولكن تسعنا بيوتنا ومصلانا في بيتنا .. واي مكان نكون فيه .. نجتهد في الذكر ..في الدعاء المأثور : اللهم انك عفو تحب العفو فاعفُ عنا..سألت السيدة عائشة -رضي الله عنه- رسول الله: اي الدعاء ندعو في ليلة القدر قال : اللهم انك فو تحب العفو فاعفُ عنا...

فالدعاء في تلك الليالي من أجلّ الأمور التي نتقرب بها للمولى سبحانه وتعالى..

ولا ننس القرآن.. فمن استطاع ان تكون له ختمة في تلك الايام والليالي فلا يتأخر عن نفسه بالخير الكثير والأجر الوفير باذن العلي القدير..

ولا ننسَ آخر ليلة من رمضان ..اي ليلة الثلاثين او التاسع والعشرين .. فان لها فضلا عظيما كما قال النبي .. وقد ساله عنها الصحابة لما راوا من فضلها كما تبين في كلام النبي لهم فقالوا : أهي ليلة القدر؟..فقال النبي : لا ,, ولكن أرأيتم العمال في آخر عملهم كيف يكون أجرهم؟!! كذلك يكافيء الله عباده في آخر ليلة ويمن عليهم بمغفرة عظيمة سبحانه وتعالى .. فقد تفضل علينا بكل شيء ..

في أول ليلة نظر الينا فلم يعذبنا أبدا.. وطوال الأيام والليالي التالية يغفر ويعتق في كل يوم وليلة .. وفي العشر الأواخر نجتهد للنال لليلة هي عنده خير من ألف شهر وهي سلام حتى مطلع الفجر.. ..فاذا فاتنا ذلك كله كانت آخر ليلة -وهي غير ليلة القدر..

وقد وعد الصائمين ايمانا واحتسابا بالجنة ووعد القائمين ايمانا واحتسابا بالجنة..

فاننا والله على وشك ان يتركنا خير كبير وبركة عظيمة ..

اجتهدوا يا اخواني وهيا نتحرى ليلة القدر وسلامها وبركتها وأجرها ..هيا نري الله من أنفسنا خيرا ..

وبالله عليكم الدعاءَ الدعاءَ في تلك الليالي ..للأمة وللمستضعفين وللشباب وللقلوب ..وللدعوة ..وللشعوب

اللهم رد أمتنا اليك مردا جميلا..

انصرنا على أعدائنا ..وحد صفوف المجاهدين

اذل الشرك والمشركين

استعملنا لنصرة دينك ولا تستبدلنا ابدا

يا رب لا ينقضي رمضان هذا العام الا وقد قبلتنا في جنودك المخلصين ..

استعملنا ولا تستبدلنا

استعملنا لخدمتك .. ولا تجعل الدنيا تستخدمنا..

يا رب اهدش شيبابنا وارزقنا العفة والحياء

املأ قلوب الشباب حبا لك ومراقبة لك وخشية لك وتعظيما لك وحياءا منك..

يا رب لا تشغلنا بالشهوات والمباريات والفضائيات

بل اشغنا بالذكر والصلوات والحب في الله والاخاء والدعوات ..

يا رب .. اعتقنا واعتق اباءنا وامهاتنا واخواننا واخواتنا في كل مكان من النيران..

يا رب

"إنّا أنزلناه في ليلة القدر"

بسم الله

السلام عليكم

لي زمن لم أكتب هنا!!

لكن العشر الأواخر من رمضان قد هلت بانورا رحماتها وعتقها علينا..
فوددت أن أحدث نفسي قليلا هنا..عسى الحديث يصل لإخوان وأخوات في الله طالما تمنى المرء صحبتهم في الفردوس الأعلى وطلب منهم الدعاء بظهر الغيب.

العشر الأواخر وفيها ليلة القدر..ليالي بالفعل عظيمة القدر .. يكفي أن نعرف أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان اذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشدّ المئزر ..كناية عن الاجتهاد في العبادة من صلاة وذكر ودعاء وتلاوة للقرآن الكريم..كلام الله عز وجل ..الذي أُنزل في ليلة من تلك الليالي المباركة وهي ليلة القدر عظيمة الأجر والقدر..

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في تلك الليالي التماسا لليلة القدر وطلبا للعتق من رب العالمين ..

وفي السنة التي آثر فيها جوار ربه-صلى الله عليه وسلم-اعتكف العشرين الأواخر وليس العشر فقط..

فمن استطاع أن يعتكف كان خيرا له..فلا نترك تلك الفرصة العظيمة والسنة المباركة لنبينا -صلى الله عليه وسلم-فليالي الاعتكاف يكتسب المرء فيها من الأمور الطيبة والبركات التي يشعر بعطرها الزكي الطاهر في جنبات نفسه ما يجعله يترك الدنيا كلها ويتفرغ للاعتكاف ..

وهي فترة تدريب روحي جميل .. ومعسكر ايماني يتزود المرء منه لبقية العام الجديد الذي يبدأ بعد رمضان..

فاللهم يسر لنا ولاخواني وأخواتي جميعا الاعتكاف هذه الليالي العظيمة القدر عندك..

وعلى كل حال لا تخلو هذه الليالي من بركات ورحمات يمن الله بها على كل عباده..لمن اعتكف ومن فاته الاعتكاف لظروف خارجة عن ارادته ... وعبادة الله عز وجل والتقرب له بكافة اشكال القرب لا تقتضي ان نكون غقط في المسجد معتكفين..ولكن تسعنا بيوتنا ومصلانا في بيتنا .. واي مكان نكون فيه .. نجتهد في الذكر ..في الدعاء المأثور : اللهم انك عفو تحب العفو فاعفُ عنا..سألت السيدة عائشة -رضي الله عنه- رسول الله: اي الدعاء ندعو في ليلة القدر قال : اللهم انك فو تحب العفو فاعفُ عنا...

فالدعاء في تلك الليالي من أجلّ الأمور التي نتقرب بها للمولى سبحانه وتعالى..

ولا ننس القرآن.. فمن استطاع ان تكون له ختمة في تلك الايام والليالي فلا يتأخر عن نفسه بالخير الكثير والأجر الوفير باذن العلي القدير..

ولا ننسَ آخر ليلة من رمضان ..اي ليلة الثلاثين او التاسع والعشرين .. فان لها فضلا عظيما كما قال النبي .. وقد ساله عنها الصحابة لما راوا من فضلها كما تبين في كلام النبي لهم فقالوا : أهي ليلة القدر؟..فقال النبي : لا ,, ولكن أرأيتم العمال في آخر عملهم كيف يكون أجرهم؟!! كذلك يكافيء الله عباده في آخر ليلة ويمن عليهم بمغفرة عظيمة سبحانه وتعالى .. فقد تفضل علينا بكل شيء ..

في أول ليلة نظر الينا فلم يعذبنا أبدا.. وطوال الأيام والليالي التالية يغفر ويعتق في كل يوم وليلة .. وفي العشر الأواخر نجتهد للنال لليلة هي عنده خير من ألف شهر وهي سلام حتى مطلع الفجر.. ..فاذا فاتنا ذلك كله كانت آخر ليلة -وهي غير ليلة القدر..

وقد وعد الصائمين ايمانا واحتسابا بالجنة ووعد القائمين ايمانا واحتسابا بالجنة..

فاننا والله على وشك ان يتركنا خير كبير وبركة عظيمة ..

اجتهدوا يا اخواني وهيا نتحرى ليلة القدر وسلامها وبركتها وأجرها ..هيا نري الله من أنفسنا خيرا ..

وبالله عليكم الدعاءَ الدعاءَ في تلك الليالي ..للأمة وللمستضعفين وللشباب وللقلوب ..وللدعوة ..وللشعوب

اللهم رد أمتنا اليك مردا جميلا..

انصرنا على أعدائنا ..وحد صفوف المجاهدين

اذل الشرك والمشركين

استعملنا لنصرة دينك ولا تستبدلنا ابدا

يا رب لا ينقضي رمضان هذا العام الا وقد قبلتنا في جنودك المخلصين ..

استعملنا ولا تستبدلنا

استعملنا لخدمتك .. ولا تجعل الدنيا تستخدمنا..

يا رب اهدش شيبابنا وارزقنا العفة والحياء

املأ قلوب الشباب حبا لك ومراقبة لك وخشية لك وتعظيما لك وحياءا منك..

يا رب لا تشغلنا بالشهوات والمباريات والفضائيات

بل اشغنا بالذكر والصلوات والحب في الله والاخاء والدعوات ..

يا رب .. اعتقنا واعتق اباءنا وامهاتنا واخواننا واخواتنا في كل مكان من النيران..

يا رب

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

من قصص الاخوان ..

كتبها الأخ "راغب بالعودة" على منتدى شباب الاخوان المسلمين..




نقلا عن احدى مدونات الإخوان :
في شمال مصر وتحت ظلال أروع مدنها في الاسكندرية كانت النشأة
تفتحت أذناي علي هتافنا- ونحن أشبال بالمسجد- الله أكبر ولله الحمد
عندما نلعب كرة قدم ونحرز هدف نهتف بها ، عندما يفوز أحدنا في مسابقة
ثقافية يهتف بها ، كان لجرسها وقع الموسيقي في أذاننا فنطرب بها
ويعلو بها صوتنا بكل ما استطعنا من قوة ( الله أكبر ولله الحمد)
في الثمانينيات كانت الاسكندرية كما يقولون معقل العمل الدعوي
وكان الناس كلهم يعرفون من هم الاخوان ويرتادون مساجدهم ويحرصون
علي ارسال ابناءهم اليهم ليعلمونهم دين الله ويضمنوا لهم التربية الاسلامية
الصحيحة والاخلاق الفاضلة ...
كان عمري 5 سنوات واعتدت ان انادي معلمي بالمسجد ( يا استاذ فلان)
وعرفت أنني يجب أن أسمع كلامه وأقتدي بما يفعل لأنه المثل الاعلي
الذي يجب أن أكون مثله ، وكان أستاذي مهندسا نجيبا من أوائل دفعته
كنت أتعجب لماذا يبذل كل هذا المجهود معي ومع أقراني دون أن يدفع
له أحد أي شيء أو يكافئه.. ماالذي يجعله يضحي بوقته وجهده ويمشي مع
عيال صغيرة – كنت شايف اننا كدا فعلا – يخرجهم ويلعب معاهم
ويروح معاهم البحر وياخدهم
المسجد يحفظوا قرأن وأحاديث وأدعية ويعلمهم اداب الأكل وأداب الاستئذان
وأداب الزيارة وحاجات كتيرة لسه محفورة في ذهني حتي الان ، كنت أري
فيه انه شخص طيب جدا وبيصعب عليا جدا لما زملاتي كانوا يتعبوه بالمشاكسة والشقاوة اللي لم تفارقنا لحظة حتي الأن......
حتي لا أطيل استمرت رحلتي وامتدت لمراحل عمري المختلفة حتي وصلت للاعدادية
ومر عليّ أكثر من أستاذ في المسجد ، الي أن بدأت أسمع وأنا في الاعدادية
عن كلمة مسئول وأن فلان يبقي مسئوله الاستاذ فلان وكنت حاسس ان اللي
ليه مسئول دا يبقي أكيد هو شخص مهم ومتميز وتمنيت أن يكون لي مسئول
ولم يطول بي الزمن عندما وصلت الي الصف الأول الثانوي أصبح لي مسئول
ومجموعة من اللي قدي وأكبر مني شوية وأصبح لنا جلسة أسبوعية يطلق
عليها أسرة تنعقد في مسجد او في بيت أحدنا بالتناوب وكان المنهج عبارة
عن حفظ أجزاء من القرأن ودراسة لبعض الاحاديث النبوية وقراءات في بعض
كتب الرقائق وبعض الكتب التي تخاطب الشباب

لم تكن هذه الفترة بهذه السرعة التي أكتب بها ولكن كان بها من الاحداث
والمواقف الكثير والكثير ولكن ليس هذا هو المقام لذكر هذه التفاصيل
وأعود الي مصطفي الصغير طالب الثانوي الذي نشأ في عمق الاسكندرية
وتنفس من نسيم بحرها معاني التمرد والتحدي والمواجهة والنقاش الحاد
والعصبية والملل السريع وحب الانطلاق ، كانت في شخصيتي الكثير
والكثير من السلبيات التي يجمع عليها الجميع ولكني لا أعترف بها
في عناد متواصل واصرار غريب وكان كل المسئولين الذين
عهد اليهم بتربيتي يعجبون بشخصيتي وينبهرون بملكاتها ولكنهم
يقفون عاجزين عما بي من سلبيات أهمها كان احادية الرأي وعدم
امكانية تغيير وجهات النظر الا بصعوبة بالغة ، وشاء الله أن يوجهوني الي
هذا الرجل -وأنا في نهاية الثانوية- الي أستاذ اسماعيل ، ومن هنا بدأ التغيير









ملامح




عندما تراه تشعر بطمانينة عجيبة تملأ جوانح قلبك وتشعر بسكون
وصفاء نفسي يغمر روحك ، في العقد الثالث من عمره ، لا تفارق
البسمة شفتاه ، يصافحك فتشعر أنه يضمك الي قلبه ويدخلك لتستقر بداخله
البساطة سمته ، والأناقة مظهره، والتواضع خلقه ، يتحدث اليك فتشعر
أن الكلام يخرج من أعمق أعماق قلبه ، ينظر الي عينيك فيعرف
ما بداخلك وكأنه أوتي خريطة عقلك وفكرك، فيتجول بداخلك ويقابل
مكنوناتك ويحدثك عنها ، ولا عجب فكما قيل اتقوا فراسة المؤمن







حوار 1




مصطفي : أستاذ اسماعيل انا بصراحة عايز أقولك حاجة بس خايف
تفهمني غلط
استاذ اسماعيل : عادي انك تتعلق بواحدة وتحبها وتكتب فيها شعر كمان
سنك هو سن الحب والعاطفة
مصطفي مندهشا : حضرتك عرفت منين
استاذ اسماعيل : عيون العشاق يا عم متقدرش تداري اللي جواها
مصطفي : هو انا شكلي باين اوي كدا
استاذ اسماعيل : انت زعلان انك قلت لأخوك يعني؟
مصطفي : لا .. بس خايف حضرتك تقول لي زي ما كلهم بيقولوا
الحب حرام ولازم تمارس رياضة وتشغل وقتك وتنسي الكلام دا
استاذ اسماعيل : وهو في في الدنيا أحلي من الحب؟ الحب هو اللي بينور حياتنا
ويخلينا نتحمل أي شيء مهما كان صعب ، الحب هو اللي بيخلينا نضحي
ويخلينا نفكر ويخلي دماغنا شغالة علطول ، يبقي الحب وحش؟؟
كان هذا نموذج من حوار دار بيني وبينه في أحد الأيام وانتهي الحوار الي
أنها تجربة وهتعدي وهييجي غيرها والمهم اني لا أخسر نفسي في أي تجربة
ولا أفعل ما يغضب الله وحدث بالفعل ما توقع ، حيث خضت هذه التجربة أكثر من مرة ووصلت لمرحلة النضج العاطفي وعرفت كيف أحب وما هو معني الحب






توريث محمود




عندما تتعامل مع انسان فتشعر أنه حريص كل الحرص علي أن ينقل
اليك كل تجاربه وكل خبراته وكل ما تعلم في هدوء وانسيابية وتلقائية
جميلة حسب الموقف ، عندما يعلمك انسان بالفعل وليس بالكلام وحشو الافكار
عندما تجد في هذا الانسان قدوة في الحياة الشخصية والحياة العملية والجوانب
الايمانية ، عندما تلمس توازنا غير معقول علي الاطلاق في حياة انسان
ألا تدرك أن الله قد مّن عليك بمعرفته ، قبل الفجر بساعة واقف هو في محرابه
يصلي لله عزوجل ويقيم الليل ، تحدثه في أي يوم في نفس الوقت فتجده مستيقظا
ذاكرا لله في خلوة الليل ، يصلي الفجر ويخرج مرتديا زيه الرياضي ليجري علي
البحر ولسانه يلهج بأذكار الصباح ويعود ليعد طعام الافطار والسندوتشات لأبنائه
قبل ذهابهم للمدرسة ، ويوصلهم بنفسه ، ثم يعود للبيت ليكمل قراءاته التي لا تنتهي
ويحين وقت العمل ، فيسرع ليكون أول من يصل للعمل ، ويقابل الجميع ببسماته
وقفشاته ويسأل كل واحد عن أحواله وأحوال أهله ويطمئن علي الجميع..
الجميع يحبونه ويرجعون اليه في مشاكلهم مهما كانت خصوصيتها فهو موضع الثقة بالنسبة اليهم ويأنسون برأيه ويأخذون به















2حوار
بعد مدارسة في كتاب الرسائل للامام حسن البنا
وقراءة هذه الجزئية الأتية :
انما تنجح الفكرة اذا قوي الايمان بها وتوفر الاخلاص في سبيلها وازدادت الحماسة لها ووجد الاستعداد الذي يحمل علي التضحية والعمل لتحقيقها ..... الخ ( رسالة الي الشباب
استاذ اسماعيل : اللي بندرسه مع بعض دا هييجي عليك يوم
وهيبقي في ناس أمانة في رقبتك ولازم توصلهم كل اللي اتعلمته
مصطفي : ان شاء الله
استاذ اسماعيل : زي ما انت بتقول رأيك دلوقتي لازم تسيب اللي معاك
كل واحد يقول رأيه ويعبر عن نفسه ومش كدا وبس لازم تحترم وجهة نظره ولا تحقرها مهما كانت غريبة
مصطفي : حاضر والله .. ما تقلقش هبقي مسئول كويس
يضحك الاثنان ويكمل استاذ اسماعيل : مش لازم اللي معاك واللي حواليك
يكونوا زيك ، في تفكيرك وفي قناعاتك ، احنا مش عايزين الاخوان يبقوا
زي الطوب الاحمر كل واحد زي التاني وعبارة عن قالب مماثل ، جمال الاخوان
من ايام حسن البنا ، انها احتوت ناس من بيئات مختلفة وبشخصيات مختلفة
ووحدتهم علي أصول وثوابت ولم تفرض عليهم أرائها او خياراتها في المتغيرات
والاتساع دا والتعدد بيقوي الجماعة مش بيضعفها .
مصطفي : هو حضرتك ليه بتركز معايا علي الكلام دا؟؟
استاذ اسماعيل : لأني متوسم فيك انك ان شاء الله تبقي اخ كويس
فاهم دعوته صح ، ويقدر يقدم للناس صورة كويسة عن الاسلام وعن الاخوان
مصطفي : ربنا يكرم حضرتك ان شاء الله هحاول أبقي كدا

كم تعددت الحوارات والمناقشات بيننا ، لم يقمع رأيي يوما ، لم يغضب
مني أو يسيء الظن بي ، كان حانيا لدرجة التدليل ، يعطف علي أخطاءي
ويتعامل معها كما تتعامل الأم مع مشاكسات وليدها ، يبين لي الخطأ بشكل غير
مباشر ، ويصرح عندما يحتاج الأمر ، يتفقد قلبي قبل أن يتفقد أحوالي ، يبصر علي
وجهي كأبة المعصية ويلمح نور الطاعة ، أقع فيسندني لأقوم ويمد يده مهما كان
جرمي ، يقول لمن حوله : اصبروا علي مصطفي وهتشوفوا نتيجة الصبر

سنتان وأكثر وأنا أجد من نفسي تغيرا كبيرا ، أشعر أنني لست هذا الانسان
الذي خرج للحياة قبل ذلك ، كل من حولي يبصر في شخصي انسانا أخر
سلبياتي القاتلة التي عانيت منها تضمر وتمضي للزوال ، أتعامل مع نفسي
بشكل جديد ، أنظر لمن حولي نظرة مختلفة تحمل كل معاني الحب والتماس الاعذار
اناقش بهدوء ، لا أنحاز الي رأيي ، أوازن حياتي وأضبط ايقاعها ، أنفتح علي كل
الناس ، أتذكر كلماته : مصطفي الناس محتاجة تشوف نماذج ناجحة في الحياة
بكل جوانبها ، الناس مش عايزة دراويش قاعدين في الجوامع ، وقافلين علي نفسهم
وقافلين كمان دماغهم .. لا الاخوان ماينفعش يبقوا كدا أبدا .. والدين مش كدا !

أتلفت حولي الأن – هذه الأيام – فترن كلماته في أذني قائلا : اختلف مع اخوانك كما شئت ولكن لا تجعل أحد مهما كان يخرجك ويبعدك عن طريق الدعوة ، خليك زي المية لما تلاقي قدامها حجر يوقف سكتها بتعدل مسارها وترجع تمشي تاني ما تقفش
وتبقي مياه راكدة ،،،، بصراحة مش قادر أكمل لأن الدموع ملت عيني وحاسس اني عايز أبكي .. مش عارف ليه .. أتذكر الأن كلماته وأقارنها بما نحن فيه الان وهو
يقول لي : مصطفي أكبر غلط انك تضحك علي نفسك ولا تصارحها بعيوبها وتعتقد
انك كدا كويس ، لا بالعكس انت كدا بتهدم نفسك وبتخلي الغلط اللي جواك يكبر
ويبقي صعب تتخلص منه بعد كدا مهما حاولت







في الطريق الزراعي


شاء الله أن تكون دراستي لطب الاسنان بالقاهرة ، وقبل امتحانات اعدادي اسنان
التيرم الثاني ، قبلها بيومين بالضبط أصبت بالتهاب رئوي حاد من النوع المعدي
والخطير ، كانت درجة حرارتي قد جاوزت الاربعين ولا أستطيع القيام بمفردي
لم تحدث أمي خالي ولا عمي ولا خالتي (أبي متوفي وانا في تانية ثانوي)
وانما حدثت استاذ اسماعيل الذي أتي مسرعا بسيارته وحملني حملا الي الطبيب
الذي طلب مني أشعات وتحاليل أثبتت اصابتي بهذا المرض ، وكتب لي أنواعا
مختلفة من المضادات الحيوية باهظة الثمن وأمرني بالراحة التامة وعدم السفر
للأمتحانات ، كانت مصاريف العلاج عالية ودفعها كاملة استاذ اسماعيل
ولم يرضخ لاصرار أمي أن يأخذ هذه الفلوس ، كانت جرعات العلاج كل 6 ساعات
فيرن جرس التليفون قبل موعد الجرعة بخمس دقائق ويدور الحوار
أيوة يا أمي مصطفي عامل ايه ؟؟
أمي : كويس الحمد لله..
طيب انا بفكر حضرتك بميعاد العلاج ربنا يتم شفائه ....!
اسبوع كامل علي هذا الوضع ولا يذهب لبيته قبل أن يأتي ويطمئن
عليا في منزلنا ، مرة صباحا ومرة مساءا ، ويداعبني بقفشاته
ويقول لي : أجيبلك الجو يا عم عشان تخف بسرعة ، يلا وريني
الشعر اللي انت كتبته ، كنت بين الحياة والموت ، ولكن لا استطيع
أبدا أن أنسي قلقه وانشغاله بصحتي لدرجة كنت أحسب أنه لا يفعل ذلك الا الأب مع ابنه فحسب ... ولكنه غير قناعتي هذه ....
تماثلت للشفاء قليلا بحمد الله وفات عليا مادتين في الكلية ، وصممت أني أحضر
المادة الثالثة عشان ما يبقاش عليا مواد كتير ، وصمم استاذ اسماعيل علي السفر
معي ، وبعد صلاة الفجر أتاني ومعه أخ عزيز عليا اسمه حسام ، وانطلقنا نحو
القاهرة ، وكانت أجمل مرة أسافر فيها للقاهرة ، بدأنا بالأذكار وطوال الطريق
لم نكف عن الضحك بحكاياته الجميلة، عن الشغل والناس ، والايام اللي عاشها في اوروبا والمواقف الظريفة اللي كانت بتحصل له هناك في الأول ، ووصلنا والحمد لله
دخلت الامتحان وحليت كويس ، وفي طريق العودة بعد ما أكلنا في كنتاكي – كان قبل المقاطعة – واحنا علي الطريق الزراعي قبل كوبري طنطا ، مرت بجوارنا شاحنة تجر مقطورة بسرعة جنونية ، وطلعت الكوبري قبلنا ، وقال لي استاذ اسماعيل :
العربيات دي بتبقي خطر جدا بالسرعة دي ، ولم يكمل كلمته ، لتتوقف هذه الشاحنة فجأة وتأتي شاحنة أخري مثلها وتدفعنا للأمام لنصبح مثل حشو السندوتيش تماما
كان حادثا مروعا وأصبحت سيارتنا كومة حديد والموتور برده شغال وماحدش عرف
يفصله عشان الكبوت اطبق علي بعضه وكادت السيارة أن تشتعل ، وبينما كل الناس تحاول فصل الموتور والسيطرة عليه ، اذا بشاب فارع الطول اسمر البشرة ، ينزل من سيارته ، التي مرت بجوارنا في نفس اللحظة وبقوة غير عادية يفتح الكبوت المطبق
ويفصل الموتور وينطلق الي ابواب السيارة المغلقة علينا لينزعها ويخرجنا من السيارة
بسرعة نحن الثلاثة ، واسترددنا الوعي بعدها بدقائق وكانت أول كلمة أسمعها
أستاذ اسماعيل كمن يصرخ : مصطفي عامل ايه .. مصطفي فين

لم ينظر الي السيارة التي أصبحت كومة حديد خردة ، وانما بنفس البسمة المعتادة


يقول الحمد لله كل حاجة سليمة وزي الفل ، يلا يا كابتن مصطفي عشان موعد
الحقنة جه ولازم تاخدها في موعدها

.....!
ويحتضن الشاب الاسمر استاذ اسماعيل ويقول له انا عمر.. حضرتك مش فاكرني؟
انا كنت جاي من الاسماعيلية امبارح بس السفر اتأجل وسافرت النهاردة وحظي
حلو اني شفت حضرتك هنا ... ياللأقدار .. ويا لتصريف الله للأمور
اتأخر سفره .. لينقذنا من موت محقق.. بما فعله .... الحمد لله ولا تعليق...!





تورتة .. وبوكيه ورد كمان


كنت ماشي في الشارع ولقيت استاذ اسماعيل بعربيته الجديدة ، وقف وقال لي
اركب ، علي فين ؟ اركب بس هو انا هخطفك؟؟ لقيت بوكيه ورد شيك جدا
وعلبة تورتة كبيرة ... ايه دا حضرتك هتخطب لي ؟ لا انا مش عايز اتجوز دلوقتي
ولازم الجواز يكون علي حب وانا كمان مرتبط عاطفيا ........ ضحك وقال لي:
طيب يلا انزل وشيل التورتة وانا هشيل الورد.. احنا رايحين للأخ حسين عشان
هو كان مزعل زوجته من فترة والنهاردة عيد ميلاد جوازهم ورايحين نعمل
لهم حفلة عشان الامور ترجع زي ما كانت.....!!!
أيضا .. لاتعليق








وحان الفراق


دق جرس التليفون في منزلنا ، بنت شقيق أ . اسماعيل تبلغ أمي الخبر
طنط : عمو اسماعيل وبابا وعمي محمود عملوا حادثة في طريق مطروح
كانوا راجعين من عزاء وعملوا حادثة عند مدينة الضبعة ( طريق الساحل الشمالي)
انهارت أمي بصعوبة أبلغتني بالخبر، لبست أول حاجة قدامي .. جريت علي الشارع
وفجأة لقيت الاخ حسين اللي كنا عنده من يومين ، لقيته بيجري بعربيته والدموع تملأ عينيه ، نادي علي ّ وسألني : مصطفي انت سمعت حاجة؟؟
نعم .. زي اللي انت سمعته ..... صرخ : يبقي الموضوع بجد
يلا علي هناك.. لم أبكي في حياتي كلها كما بكيت هذا اليوم حتي عندما مات أبي كان بكاءي أقل بكثير من بكاءي هذه الليلة ، وبأقصي سرعة قطعنا المسافة الي مدينة الضبعة لندخل الي المستشفي ويبلغونا الخبر الأليم : توفي أ . اسماعيل وشقيقه الكبير
والشقيق الاصغر مصاب....... لحظات من الصمت الطويل مرت عليا .. دارت الدنيا بي .. لا أتخيل فكرة فقده.. مستحيل .. صرخت فيهم: انا عايز اشوفه
وتحت الحاح مني واصرار ، دخلت الي ثلاجة الموتي وفتحوا لي باب الدرج لأري
وجه أ. اسماعيل مبتسما نفس الابتسامة التي تعودنا عليها، وأشم رائحة لن أنساها
ما حييت هي خليط من الفل والياسمين والمسك ، هي أجمل رائحة شممتها بحياتي
قبلت رأسه ، وغطيت وجهه ، وانتظرنا حتي تم تحضير سيارة الاسعاف التي
ستنقل الجثث الي الاسكندرية لدفنها ، وأصرالاخ حسين أن أركب أنا داخل سيارة
الاسعاف رغم منعهم للجميع من ذلك ، وقال لهم : اسماعيل كان بيحب مصطفي جدا وكان بيحب يسمع صوته وهو بيقرأ القرأن خلوه يقرأ له قرأن طول السكة ، اسماعيل
هيتبسط قوي .. ومازلت أذكرها له ، بارك الله فيه




اللقاء الأخير


طوال الطريق كنت أنظر لعينه فأشعر والله أنها تضحك وأنها تحدثني، أغطي
وجهه وأعود لقراءة القرأن ، أشعر انه وحشني ، ارفع الغطاء عن وجهه وأقبل رأسه
حدثته كثيرا بدموعي وشعرت أنه يجيبني ، فخرجت هذه القصيدة ومن كلماتها:
( سأنشرها كاملة علي مدونتي مرفقة بملف الصوت الذي غنيت به )
أخي في طريقي وفي دعوتي أخي في بلائي وفي محنتي
أخط اليك سطور الوفاء وأكتم دمعيّ في غربتي
أخي كم مضينا بتلك الدروب وذقنا صنوف الأذي والخطوب
أردنا النجاة بدرب الدعاة بغرس الرؤي في موات القلوب
أخي درب حق مضينا به ولسنا بشيء من غيره
سأمضي وأنهل من نوره وألقي بروحي من دونه
أخي سيجيء حصاد الثمار ونذكر فضلك في كل دار
سنذكر عزمك ما قد حيينا ونهدي اليك شعاع النهار

عهد



أستاذي الحبيب : كما علمتني.. الاخوان دعوة لكل الناس
كما نصحتني .. أصلح من الداخل وليس من الخارج
كما ربيتني ..لا أسكت علي خطأ ولا ألغي عقلي
كما أرشدتني .. الثوابت هي الثوابت والمتغيرات هي المتغيرات
لا أخلط بينهما ، ولا أحجر علي رأي أحد وأحترم كل الناس
كما زرعت بداخلي : أن أعيش للفكرة وأن أحلم بلا حدود،هذا عهدك واني ان شاء الله له لمن الأوفياء

الأحد، 9 أغسطس 2009

كم افتقدتكِ مدونتي^_^

مدونتي الحبيبة..

غبتُ عنكِ كثيرا

والله يعلم كم افتقدتكِ .. وما أصعب الأيام التي غبتُ عنكِ فيها!!

كانت أيام حيرة وترقب وخوف وذهول من مواقف لم أتوقعها من بعض الناس من حولي .. وكنت كلما دخلت اليكِ وحاولتُ أن أكتب أجد شيئا يمنعني وأجدني لا أجيد التعبير فأفضل ألّا أكتب!! فالحمد لله أني عدتُ الآن اليكِ ...


ربما كان السبب في بعدي عنكِ شعوري بالتقصير الشديد في حقِك .. ورغبتي في ألا أكرر هذا التقصير .. ففضلت أن أصلح ولو قليلا من نفسي ثم أعود اليكِ .. ولعلي الآن قد انصلح حالي بعض الشيء .. فهيا من جديد الى عالم التدوين .. يا رب ارزقني النية الصالحة الخالصة لوجهك وارزقني الهمة العالية التي أعمل بها لأجل دينك ولأجل أمتي الحبيبة الغالية .. وأرني يا رب نجاحا وفتحا يشجعني ..

يا رب يا كريم

الثلاثاء، 21 أبريل 2009

بشائر الفتح والمنة الالهية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


ما زال الأمل قائما...


وما زال الرجاء قويا..

وها قد بدأت بشائر تحقيق الأمل تهل عليّّ..يا الله

ما أعظم منك يا ربي وما أقرب رحمتك مني ومن عبادك أجمعين..


لعل الامر خير بحق...


يا رب قدر لي الخير وارضني به وابعد عني السوء دوما...


اللهم خر لي واختر لي ... ولا تحرمني الخير بذنوبي...



يا منّانَ يا حنّان..


يا الهي يا ارحم الراحمين..

الخميس، 16 أبريل 2009

أمل يبدو لي صدق رؤيته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

السلام على كل حبيب في هذه الدنيا

السلام على كل اخواني واخواتي

السلام على كل المسلمين في هذه الدنيا من لدن آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة



احيانا..وفي وقت عصيب..وفي ظل آلام كثيرة..
وفي غمار حيرة رهيبة وتوجس شديد من ذنوب ماضية تخشى ورود آثارها فجأة وترجو من الله عنها التوبة..في تضرع الى الله جميل..رغم الخوف..رغم الحزن..رغم غزارة الدموع..رغم حرقة الآلام..ورغم علو الصيحات المتألمة بداخلك..تخفيها عن الناس حتى لا يسمعها الا الذي يراك حين تقوم ..

في ظل كل هذا..قد يبزغ نور من بعيد..
بدأت أشعته تلحق بك..
وميض طاهر لم يسبق لك ان رأيته من قبل..

لكنك تشعر من داخلك أنك رأيته كثيرا في أحلامك..

عشت معه اياما ولياليَ مطمئنا آمنا سعيدا فرحا..كانت تلك أحلام بريئة..

تمنيتها يوما وعشت في سناها دهرا ..لكن عندما ساء الحال فترة خدعتني نفسي وقالت لي: بعيدة تلك الاحلام عن الحقيقة..

وقالت أيضا: لا تتعلقي بهذا الامر كثيرا..لانه في الغالب لن يحدث .. كوني قنوعة بما عندك..ولا تتمني ما فضل الله به غيرك عليكِ..

ويومها ...رددت على نفسي في حماسة وقلت لها: كيف لا أتعلق بأمل ورجاء يقربني من ربي؟!!


وهل انا اتمنى ما فضل الله به غيري عليّ من متاع الدنيا؟ انما والله هي الاخرة..وارجو الله ان تكون هي شغلي الشاغل..افرح عندما يصيبني منها نصيب واحزن عندما يفوتني منها اي شيء..لهذا سأظل أحلم برجائي كي يتحقق في يوم من الأيام...


كان هذا هو الحوار الذي دار بيني وبين نفسي حينما حاولت ان تجعلني اتنازل واتخلى عن امالي التي ارجو ان توصلني الى العلا من الجنة بعد رضا رب العالمين سبحانه..


مرت الايام والشهور..وها قد بزغ فجر امل تمنيته كثيرا قبل ذلك ولم اتنازل عن دوام التفكير فيه..

ويشاء الله عز وجل ان تظهر تلك البوادر الطيبة لهذا الامل في تلك الايام التي كانت صعبة وجميلة في نفس الوقت..


صعبة لاني كنت اعاني من اثار ذنب حقير ارجو المولى ان يمن على بصدق التوبة منه...

وجميلة لاني اقتربت فيها من ربي كثيرا او هذا ما أظنه..لكن صدقا فايامي الماضية كانت من اجمل ايام حياتي..ناجيت ربي بصدق وخوف ورجاء.. دعوته باطهر الدعاء واقسمت عليه ان يرزقني صدق التوبة وحلاوة الايمان وان يفتح عليّ من فتوح حبه ومعرفته..

لعل الدعاء قد استجيب سريعا .. فجاءت انوار الامل وها هي آخذة في الاقتراب مني خطوة بخطوة .. يا رب اتمّ عليّ عطاءك وفتحك يا كريم..

ما ا كرم المولى عز وجل وما ارحمه بعباده حينما ينقطعون اليه وحده سبحانه!!

عن صدق...لم اجد في حياتي لذة ابا تضاهي لذة البكاء بين يدي الله والخشوع والخضوع امامه سبحانه في ذل وانكسار..

رحم الله ابن عطاء حين قال...تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه

تحقق بذلك يمدك بعزه

تحقق بفقرك يمدك بغناه

تحقق بضعفك يمدك بقوته..

هذا ما اشعره وارجو ان يستمرمعي طوال عمري..


قريبا نعود..ونتذكر فضل الله علينا من جديد



احبكم في الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاثنين، 9 مارس 2009

هل يرضيك يا رسولي؟؟""1""

السلام عليك حبيبي ورحمة الله وبركاته..

السلام على من علمنا القاء السلام..

السلام على من بيّن لنا أن ربنا هو السلام..

السلام على من علمنا أن الجنة ثمنها الحب في الله وأن الحب في الله لن يأتي الا بإفشاء السلام..

في ذكرى مولدك يا حبيب الله..أرسل اليك هذه الرسالة..ووالله لكم يتملكني الخجل من نفسي وأنا أكتبها..وكم ترددت قبل كتابتها..خجلا من نفسي لأنني ينابني الان شعور اني ذاهبة الى رسول الله في مسجده أقابله فأحكي له حالي.بل ه سيفهم حالي قبل أن أتكلم..وانها لحال..لا تسرُّ أحدا فكيف تسرُّ رسول الله؟!!

رسولي..كم أنا على اعتقاد كبير أنك تعلم ما يحدث لنا من بعدك..أنك ترى حالنا ويؤلمك كثيرا ما نحن فيه من بعد عن الله ومن تكالب للعدو علينا..فما كنت من أنت..وما كنت من أرسلك الله رحمة للعالمين حتى تنسانا بعد أن لحقت بربك عز وجل..بل اعتقادي انك تسأل ربك عنا..والله أعلم بذلك ولكنه شعوري وأعيش به في أغلب حالي..

ولكني مع ذلك جئت الان أشكو اليك ما نحن فيه من بعدك!!

رسولي وقرة عيني .. لقد نسي المسلمون الدين حقا..نسينا الدين..وتُهنا وراء من يدعي الحضارة والتمدن..
ولم يعد يفكر في الدين الا قلة قليلة من شيوخ الامة وشبابها الذين وقف الطغاة في وجوههم وحاولوا صدهم عن الرسالة التي علموا انهم اتوا الى الدنيا من أجلها..رسالة الاسلام التي بعثك الله بها يا حبيب الله..

اولئك الشيوخ والشباب باعوا انفسهم لله يا رسول الله..حبيبي أنت قدوتهم وزعيمهم وبشيرهم ونذيرهم..
اولئك هم من يشرحون الصدر حينما اراهم واتذكرهم ويا ليتني اكون معهم..

انهم شباب نذروا انفسهم لدين الله عز وجل..واتخذوا من سنتك منهجا لهم يا حبيبي..فكن شفيعهم عند ربنا عسى الله يغفر تقصيرهم..

ولكني يا رسول الله جئت احمل شكواهم اليك..

ان الدنيا اصبحت غريبة من حولهم..والفتن كثيرة ورهيبة وهي حقا كقطع الليل المظلم..

وهم ضعاف امامها..يحاولون قدر استطاعتهم ولكن الفتن قوية وكبيرة..

وهم يخطئون احيانا ويضعفون امام اهوائهم ولكنهم يعودون سريعا ما استطاعوا .. يا رب اعنهم..فكن لهم شفيعا يا رسولي..

الأحد، 1 مارس 2009

أخيرا قابلتها!!!

احساس جميل ..

أن أعرفها أولا على تلك الشبكة التي صدق من سماها عنكبوتية!!

نعم..أجدنا نتشارك في فكرنا..في اهتماماتنا..في مبادئنا..في همومنا وأفراحنا..

حبا في الله ..معرفة لله..رجاءا في منابر من نور في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل الا ظله..

لا مصالح بيننا..انما اخوة..وحب..وود..ووفاء..

تعينني على طاعة الله..تذكرني بالله دون ان اراها..ودون أن تراني..

تتعمق علاقتنا..نسأل عن بعضنا .. نتألم للفراق وللبعد..ونسأل الله عز وجل أن يعجل لنا بالملتقى..

نتابع أعمالنا سويا..دراستنا سويا..نتواصى بالحق والصبر..


لا ينقطع بيننا الدعاء بل هو رافد علاقتنا .. وهو منبع حبنا وأخوتنا..

ومع الدعاء لا تشعر ابدا انك لم تر ذلك الذي تدعو له..لا تشعر ببعد بينكما..انما مع الدعاء..تتلاقى القلوب وتزول الحدود والمسافات..وتنقشع سحابات الحواجز..

كانت تلك تجربة جميلة احمد الله عليها..

وبعد حوالي 9 أشهر يأذن الله لنا باللقاء!!

نعم قابلتها أخيرا أختي وحبيبتي في الله **عاشقة الأقصى**
...

وما أجمله من لقاء..

يا رب ما تحرمني منها ولا من أخوتها...

يا رب بارك في أخوتنا واعف عنا واغفر لنا بتلك الأخوة..وارزقنا بها منابر يغبطنا عليها النبيون والصديقون والشهداء..

وما ذلك على الله بعزبز


أكيد ..هتكلم تاني عنها بس دلوقتي .. كان لازم بس افرحكم معايا..وهرجع تاني باذن الله

الأربعاء، 4 فبراير 2009

وأينعت الحقيقة..



:: وأينعت الحَقيقة :::
خضراءَ نضِرة، ضاحكة مُستبشرة، لوجوهكم ناظرة شاكرة(( الحقيقة ))دُفِنت في أرضٍ خراب ومُنِع عنها الماء؛ فباتَ شعاع الشمس ووضوحُ الحق يزيدها عطشاً وتشققاً ورغبة في العويل والبكاء. ولكننا معاً... أطلقنا حملة (( الحقيقة )) لانتشالها من الأرض الخراب... بأيدينا زرعناها هنا في أرض طيبة... سقاها عذبُ صوتكم وحفاوة ترحيبكم، وامتدّ إليها شعاعُ مشاركاتكم وإشراقُ جهودكم؛ فأينعت أخيراً...
لقد آتت أكُلها، وستؤتيه -بإذن ربّها- في كلَّ حِين... وها هو حصادها الأول بين أيديكم، منكم وإليكم عزة وشموخاً... أربع مقالات في كلّ شهر وإصدارٌ متنوّع... بإمكانكم تحميلها بصيغة PDF الآن؛ فاضغطوا فضلاً... وإليكم الرابط المباشر لتحميل الإصدار الصفري: (( هنا ))...حصادٌ نتمنى أن يكون ثابتاً منظماً مستمراً قوياً يصدح بالحقيقة في كلّ مكان وليس شيطاناً أخرساً... وأنتم الأمل؛ فلا زال الكثير من مشاركاتكم وإمداداتكم الرائعة قيد الإعداد والتدقيق والتوثيق فترقبوها فيما هو قادم... وهنا لا بدّ أن نشكر كلّ من ساهم وبعث إلينا ما يحفظ الحقيقة ويدعمها داخل موضوع "لنحقق النصر معاً ولتبقى الحقيقة شامخة" والذي تمّ طرحه سابقاً. وأدعوكم لإرسال مشاركاتكم عبر البريد الإلكتروني الخاص بالحملة، فذلك أيسر لحفظ الملفات ومتابعة جديد مساهماتكم - أولاً بأول.
هذه دعوة للاستمرار فالحاجة ماسّة لمزيد تعاونكم...طوبى لكم؛ فإنّ الله لن يتركم أعمالكم...مباركٌ لنا وعلينا جميعاً بقاءُ الحقيقة وثباتها، ونِعم الثمارُ ثمارها.
بقلم وريشة: هداية

الجمعة، 9 يناير 2009

زاجل غزة...بياض تزينه حمرة!!


بياضٌ تُزينه حُمرة


يا صاحب القلب الأبيض أما رشقتكَ دِماؤهم؟!
ألم تحرك فيكَ الحُرقة والنخوة أشلاؤهم البريئة؟! فكُن زاجلهم



إنني هنا أرسلُ :: تحيّة، وتهنئة، ونداء :::

تحية لكلّ أولئك الذين وقفوا إلى جانب "غزة" في محنتها التي لم تنتهِ بعد

تحية إلى المجندين المصريين الذين رفضوا الخدمة على معبر رفح مهما كانت العاقبة
تحية إلى من استقال من عمله لأنه قد طلب منه المساهمة في حصار غزة

تحية للقلوب الحُرة القوية المؤمنة النابضة بالعزة والكرامة
تحية إلى تركيا شعباً وحكومة، وإلى أمثالها من الشعوب والحكومات

تحية إلى لاعب إشبيلية الذي أعلن للعالم كله تضامنه مع غزة بعد تسجيله هدفاً
وللبطل "أبو تريكة" الذي سبقه في إعلان الحقّ

تحية إلى من سخّر منصبه وماله وقدراته وإمكـاناته للدفاع عن غزة
تحية إلى من قاطع شهواته ليقطع عن العدوّ مالاً يقتل به إخوتنا

تحيّة إلى من ردّ الشبهات عن المُجاهدين والمقاومة
تحية إلى من ترك ذنبه ودعا ربّه أن يكون النصر إلى الأمة أقرب

تحية إلى كلّ الحَملات والمشاريع التي كانت من أجل غزة، ولإنقاذها

تحية إليك يا من قرأت موضوعاً يعتني بأمّنا "غزة"

:: ولا بدّ من تهنئة :::

تهنئة إلى المقاومة في كلّ مكان
إلى الشامخين الأعزاء الكرماء المعطائين
إلى الذين يستبسلون لأجل أن لا تموتَ القضية
"قضية الدين" فحربُ صهيون على فلسطين هي حربٌ على المسلمين

فاصبروا ورابطوا واثبتوا وابقوا على الحق ظاهرين لعدوّكم قاهرين



ولنتأمّل معاً قول الله عزّ وجلّ: "وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة البقرة، آية 217 دينك دينك، لحمك دمّك، تمسّك بهِ وافتخر واعتزّ بأنّك مسلم فهذا نيلٌ من عدوّك وغيظ للكفرة الفجرة؛ "قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ".

:: وأبعث في النهاية نداء لك :::
نداء لك أنت؛ فلماذا لا تكون أنت بالذات؟!

قد وصلتك الرسالة، وقد علمت كلّ الخبر! فلماذا لا تكون ناشراً للقضية مدافعاً عن الحق أينما كنت؟ هب أنهم أطفالك قد قتلوا -لا سمح الله- هب أنّ بيتك قد هُدم، وأرضك قد سُلبت، وضُيّق عليك حتى ترتدّ عن دينك! إنك الآن قادر على نشر القضية فافعل قبل أن تكون في مقام تُحرم فيه من القدرة حتى عن الكلام مع نفسك!



كن زاجلَ غزة أيها القلب الطاهر
فأنتَ أحق من صهيون بنشر القضية وإظهار الحقائق

:: وما دامت دماؤهم الغالية قد رشقتكَ فلن تُعدَم الوسيلة لنُصرتهم :::

واعلم أنك في جهاد؛ فالبس خوذتك جيّداً وتسلح ونِعم السّلاحُ التوكل على الله
وردّد دائماً: بِسم الله، الله أكبر، اللهمّ سدِّد عملي وأخلص نيّتي


بقلم وريشة
هدايــة

حرب على مين ؟!!!

حرب على مين؟!!
على حماس؟!!!
على غزة؟؟؟؟؟؟؟؟!!
على المجاهدين في فلسطين؟!!!
ولا عامة على المجاهدين في العالم؟!!!!
أقصد يعني الاخوان المسلمين؟!!!
مقال من اخوان أونلاين
لماذا أعلنت "ليفني" الحرب على الإخوان المسلمين؟!!


السفاحة ليفني أعلنت الحرب على الإخوان من باريس


كتب- أحمد التلاوي:


كشفت وزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني عن حقائق سوداء فيما يتعلق بالحرب العدوانية المدمرة التي يشنها الكيان الصهيوني في الوقت الراهن على الفلسطينيين العزل في قطاع غزة، ولعله على وقاحة ما قالته ليفني خلال زيارتها للعاصمة الفرنسية باريس، إلا أن له جانبًا إيجابيًّا شديد الأهمية في صدد إيضاح حقائق خلفيات الأسباب الحقيقية للحملة الصهيونية على القطاع.

ليفني قالت عبارات سوداء لها دلالات عميقة، لا يمكن لها أنْ تمر مرور الكرام على المتابعين والمهتمين بالشأن العربي والإسلامي؛ حيث قالت أولاً إن الكيان الصهيوني يهدف من وراء الحرب الراهنة على غزة إلى إضعاف حركة حماس في قطاع غزة والتي- بحسب نص ما قالته- "لا تعد مشكلة "لإسرائيل" فقط بل لكل الشعب الفلسطيني والدول العربية"، وضع ألف خطٍّ تحت "الدول العربية" هذه.

ولكن الأخطر من ذلك ما أضافته ليفني في عبارتها السابقة؛ حيث قالت: "هم (حماس) مشكلة لجميع الدول العربية التي تدرك أنَّ لديها عناصر أصولية في الداخل بما في ذلك الإخوان المسلمين في أماكنٍ مختلفةٍ" من العالم العربي، وفي ترجمات أخرى لعبارة ليفني المقيتة خلال مؤتمرها الصحفي مع نظيرها الفرنسي برنار كوشنير، "عناصر متطرفة مثل الإخوان المسلمين".

ليفني أعادت إلى الأذهان الموقف الصهيوني الصريح خلال المحاكمات العسكرية التي جرت لقيادات ورموز دعوية واقتصادية في الإخوان المسلمين في مصر، والتي امتدت مهزلتها في الفترة ما بين ديسمبر 2006م، وحتى أبريل 2008م.

وقتها أبدت القيادات الصهيونية، ارتياحها إزاء المحاكمات التي كانت تجري ضد المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين، ومعه 39 آخرين من الأكاديميين ورجال الأعمال والعمل الدعوي والتربوي، ووصفت القيادات الصهيونية المحاكمات بأنها خطوة إيجابية في سبيل محاصرة "الإرهاب والتيارات المتطرفة" في الشرق الأوسط.

ولعل المتتبع لسلسلة المواقف التي أبدتها القيادات الصهيونية من حركة حماس كامتداد طبيعيٍّ للإخوان المسلمين، وفق ما تقوله المادة الثانية من ميثاق الحركة المعلن في العام 1988م، يدرك أنَّ الموضوع الحالي في غزة إنما هو لا يتعلق بحماس كحركة مقاومة فحسب، بل بتيارٍ سياسيٍّ كاملٍ، كان أول من أدرك خطورة المشروع الصهيوني على الأمن القومي العربي والإسلامي انطلاقا من فلسطين.

وكان هو أول من فهم أنَّ المقاومة المسلحة هي السبيل الوحيد لمواجهة الخطر الصهيوني على الأمة بأسرها، منذ عقدَيْ الثلاثينيات والأربعينيات الماضيين.

ولكن، مع ذلك أيضًا، فإنَّ تصريحات ليفني اليوم أكثر عمقًا في دلالاتها بكثيرٍ من مجرد التصريح الذي أوضح بعض من أهداف الحرب الصهيونية الحالية.

رسالة عربية

من خلال ما قالته الوزيرة الصهيونية يمكن الخروج بالعديد من الرسائل والخلفيات التي تقف وراء حرب الجبناء الجوية الدموية الحالية التي تشنها الطائرات الصهيونية الأمريكية الصنع على أهلنا في قطاع غزة.

والرسالة الأولى هي رسالة عربية مزدوجة في طبيعتها واحتمالاتها، والاحتمال الأول أنَّ كلام ليفني يكشف عن أنَّ هذه الحرب التي ارتقى فيها أكثر من 700 شهيد !! ليست صهيونية خالصة، بل إنَّ هناك أطرافًا عربية تباركها، إنْ لم تتورط فيها أيضًا.

هذه الأطراف العربية، هي بعض النظم التي لديها "صداع" اسمه الإخوان المسلمون، هذا الصداع على مدار السنوات الماضية كان الطرف الأبرز الذي تصدى لإرث الفساد والديكتاتورية القائم في العديد من البلدان العربية، ولأجل ذلك تم استخدام مختلف أنواع الأسلحة ضد الإخوان المسلمين، بما في ذلك تزوير الانتخابات، ومحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وإغلاق مقار جمعيات الإخوان الخيرية.

وهي صورة تكررت في مصر والأردن والمغرب والضفة الغربية، وقطاع غزة قبل الحسم العسكري الذي قامت به حماس في صيف العام الماضي 2007م، تفاديًا لاندلاع حربٍ أهليةٍ دمويةٍ فلسطينيةٍ في وقتٍ شديد الحرج بالنسبة للقضية.

الاحتمال العربي الثاني في أحاديث ليفني الفرنسية، يقول إنَّ ليفني أرادت كسب المزيد من التواطؤ العربي مع الحرب الحالية ضد غزة، وليس ضد حماس، فالقصف الصهيوني لغزة طال البشر والحجر، و75% من الضحايا مدنيون، وليسوا من حماس أو من فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة الأخرى.

فالوزيرة الصهيونية قالت بتصريحاتها تلك للنظم العربية الحاكمة، "أيها الحكام العرب.. إن معركتنا واحدة"، ولا تفسير آخر لكلام ليفني إذا ما استبعدنا الاحتمال الأول المتعلق بالتورط المباشر لبعض الأنظمة العربية في هذه الحرب.

ولكن الكثير من المراقبين قد لا يميلون إلى هذه الفرضية؛ فالنظم العربية لن تقدم المزيد لدعم موقف الكيان الصهيوني في حربه ضد المقاومة والبشر في قطاع غزة، ويكفي في هذا المجال الإشارة إلى تباطؤ العرب في عقد اجتماع وزراء الخارجية "الطارئ"، لخمسة أيامٍ كاملةٍ، ويكفي المواقف الرسمية في القاهرة والرياض وعمان، والتي بدت بالفعل وكأنها تعطي غطاءً سياسيًّا وزمنيًّا للكيان الصهيوني لمواصلة عدوانه على الفلسطينيين.

كما تكفي الإشارة إلى الموقف الرسمي المصري والفلسطيني في رام الله من أن حماس هي الطرف الذي يتحمل مسئولية ما يجري في غزة، بما في ذلك تدمير مقار حماس، وقتل عناصر حماس، وتدمير البنية التحتية لحكومة حماس؛ حيث حماس بالتَّالي- طبقًا لتصريحات المسئولين في القاهرة ورام الله- هي المسئولة عن تدمير نفسها!!

حرب إقليمية ودولية

وهو ما يطرح العديد من الاحتمالات المخيفة، التي تدعمها الكثير من الحقائق على الأرض، وهي أنَّ المعركة التي يخوضها الكيان الصهيوني في قطاع غزة حاليًا، جزءٌ منها عربيٌّ، وهنا أمامنا حقيقتان أساسيتان فيما يخص الموقف المصري مثلاً، الأولى هي الضيق المصري الرسمي بوجود حماس مسيطرة وقوية في قطاع غزة، مع امتدادتها الإخوانية، وهو ما كان واضحًا خلال جولات التفاوض على الهدنة مع الكيان الصهيوني، والتهدئة بين حماس وفتح.

الثانية هو ما تردد من أنَّ مسئولاً مصريًّا رفيع المستوى أعطى تطمينات زائفة لحركة حماس من أن الكيان الصهيوني لن يشن حملة عسكرية على قطاع غزة، وهو ما أدى إلى مباغتة العدوان لحماس وحكومتها، وضاعف من خسائر العدوان البشرية في يومه الأول؛ حيث ارتقى أكثر من 80% من شهداء العدوان، وأكثر من 50% من عدد المصابين.

كذلك ما تردد من أن القاهرة أيضًا قالت للكيان الصهيوني إنها لن تعارض "عملية محدودة" في قطاع غزة لـ"تأديب حركة حماس".

إذن من خلال ذلك ومن خلال تصريحات الوزيرة الصهيونية في فرنسا، يدرك المتابع أنَّ الحرب في غزة إنما هي ذات أبعادٍ إقليميةٍ ودوليةٍ، وجزءٌ من سياقٍ أكبر بكثير من رقعة غزة، التي لا تزيد عن 450 كيلومترًا مربعًا، بل هي حرب على تيار الممانعة الإقليمي والدولي لمشروع الهيمنة الصهيوني- الأمريكي- الغربي، ذو الهوية المسيحية اليهودية الأصولية.

هذا التيار الذي خلق حالةً شعبيةً هائلةً من المحيط إلى الخليج، وربما أبعد عند تخوم العالم الإسلامي، بات شديد الخطورة، ولا يمكن السكوت عليه.

وكما استطاع هذا التيار الذي يقوده الإخوان المسلمون مساواة الاستعمار الجديد ومخاطره، مع الفساد والديكتاتورية، ووضع معركة تحرر فلسطين وسائر الأراضي العربية والإسلامية المحتلة في بوتقةٍ واحدةٍ مع تحرُّر المواطن والوطن في أنحاء الأمة من ربقة النظم الفاسدة القمعية، قامت القوى المناهضة لمشروع المقاومة الشامل هذا- مقاومة الاحتلال الأمريكي والصهيوني في العالم العربي والإسلامي، ومقاومة الفساد والديكتاتورية والقمع- بوضع مشروع مضاد جمع ما بين جميع الأطراف التي لها مصلحة في إنهاء مشروع المقاومة هذا.

تقديرات مخابراتية

ولمزيدٍ من العمق في التحليل لتصريحات ليفني الفرنسية هذه، يجب العودة إلى تقارير المخابرات الصهيونية عن الوضع السياسي العام في مصر خلال السنوات الخمس الماضية، وبالذات بعد الفوز الكبير الذي حققه الإخوان المسلمون في الانتخابات التشريعية المصرية (نوفمبر- ديسمبر 2005م)، وما أوضحته في شأن درجة شعبية الإخوان في مصر، فحتى بعد التزوير اكتسح مرشحو الإخوان المسلمين 20% من مقاعد مجلس الشعب المصري.

وفي هذا الشأن يجب أنْ نشير إلى أنَّ تقارير المخابرات الصهيونية وتقديراتها عن مصر تصنعها ثلاث جهات، هي:

1- المخابرات العامة الصهيونية (الموساد).
2- شعبة الدول العربية في المخابرات العسكرية الصهيونية (أمان).
3- وزارة الخارجية الصهيونية.

وإذا ما أضفنا الإخوان المسلمين لجهة رصد الصهاينة للأوضاع في مصر، تُضاف جهةُ رابعة في هذا الإطار، وهي "مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب" التابع لمركز تراث الاستخبارات الصهيوني المعني بالأساس بأوضاع الحركات الإسلامية في داخل وحول الكيان الصهيوني، وعلى مستوى العالم، أو ما يُعرَف صهيونيًّا باسم "الجهادية العالمية".

وأجمعت تقارير هذه الجهات على أن الإخوان المسلمين في مصر، أحد أبرز القوى المرشحة للحكم في البلاد، إذا ما سقط النظام الحالي، وعكست تصريحات القادة الصهاينة، والعديد من التقارير ومقالات الرأي في الصحف الصهيونية مخاوف الكيان من هذا الاحتمال.

واللافت أنَّ قرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، تمَّ اتخاذه في اجتماعاتٍ سبقت العدوان بأيامٍ لمجلس الوزراء الصهيوني الأمني المصغر، وكان أهم هذه الاجتماعات هو ذلك الذي عقد يوم الخميس 18 ديسمبر الماضي، وخُصِّص لمناقشة كيفية تصدي الكيان الصهيوني لمخاطر ما يصفونه بـ"جماعات الجهاد العالمي".

وتنامت المخاوف الأمنية الصهيونية في هذا الإطار، بعد المفاجأة الاستراتيجية التي أحدثتها هجمات مومباي التي قتل فيها 7 من حملة الجنسية الصهيونية، من دون أيِّ إنذارٍ سابقٍ من أجهزة الاستخبارات الصهيونية، بخلاف العادة في مثل هذه الحوادث.

وبطبيعة الحال يتماس هذا الملف مع السياسات الأمريكية فيما يخص ما يعرف باسم "الحرب على الإرهاب العالمي"، والتي يعتبر الكيان الصهيوني وبلدانًا عربية وإسلامية أخرى أضلاعًا أساسيةً في المشاركة فيها، فمن المعروف أنَّ كلاًّ من مصر والأردن وباكستان وسوريا والسعودية والمغرب شاركت بشكلٍ أو بآخرٍ في تقديم خدمات استخبارية رفيعة المستوى للولايات المتحدة في مرحلة ما بعد أحداث سبتمبر 2001م.

وجاء ذلك التعاون إما في صورة استضافة مؤقتة لبعض المعتقلين العرب والمسلمين خلال نقلهم من أفغانستان إلى معتقل جوانتانامو أو إلى السجون السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أوروبا، أو عن طريق استجواب البعض الآخر، أو إخفاء آخرين.

ومن خلال هذه الخلفيات كلها، يمكن التأكيد أن استهداف حماس في قطاع غزة، إنما هو حدث ذو دلالاتٍ إقليميةٍ ودوليةٍ أكبر وأكثر عمقًا، ومن خلال تصريحات ليفني، يكون دربًا من دروب السذاجة السياسية دعوة الأنظمة العربية "التي تدرك أن لديها عناصر متطرفة في الداخل بما في ذلك الإخوان المسلمين".

ومن هنا وجب على القادة العرب أنْ ...
يخلعوا قبعاتهم للوزيرة الصهيونية القبيحة، وأنْ يقولوا لها: "شكرًا.. ليفني"!!